غير اللغة

EN
Watermark
مقالات

تفوق الأردن عربياً في ريادة الأعمال

by: Waed alhumsi - Training Specialist in Irada program

2022-07-25

 

 

"يبهرني الشباب الأردني بطاقاتهم وأحلامهم الطموحة، فمنهم المبرمجون والمبتكرون والرياديون وقادة الغد، إن الاستثمار في مواهبهم التي لا تعرف الحدود هو استثمار في مستقبل مشرق لمنطقتنا وعالمنا"

من أقوال جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم.

 

الأردن واحدة من أقطاب الدول العربية التي تشهد نجاحاً ملحوظاً في حركة ريادة الأعمال، ويقدم مثالاً فريداً ومُلهماً لحركة ريادة الأعمال العربية، ليس فقط في نماذج المشروعات الواعدة التي يُطلقها الشباب الأردني، وإنما أيضاً فيما يخص تطوير الآليات الاجتماعية التي تحتضن تلك المشاريع وتجعلها ترى الضوء، سواءً عبر حاضنات الأعمال الخاصة أو المؤسسات الحكومية.

وانطلاقاً من التأكيد على رؤية الأردن في أن ريادة الأعمال هي الفرصة الأهم لدعم النموّ الاقتصاديّ وزيادة الكفاءة الإنتاجيّة القائم على الفكرة الأصيلة الإبداعية المتوافقة مع متطلبات الأسواق، ودور ريادة الأعمال في الحد من معدّلات البطالة وتوفير فرص عمل جديدة، أطلق الأردن أول منصة ريادة أعمال أردنية تحمل اسمStartupsjo.com، وهي منصة تعريفية تثقيفية توعوية تعليمية لكل مكونات بيئة ريادة الأعمال في المملكة، وتوفر معلومات حول الشركات الناشئة الأردنية والمستثمرين والجهات الداعمة وحاضنات ومسرعات الأعمال ومزودي الخدمات ذات العلاقة.

وتقدّم الحكومة الأردنية حوافز لقطاع تكنولوجيا المعلومات، من بينها عدم فرض ضريبة مبيعات على خدمات تكنولوجيا المعلومات، وعدم فرض رسوم جمركية، أو ضريبة دخل على صادراتها وأرباحها، وتقديم أسعار فائدة متدنية على القروض المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات من البنوك التجارية. وعلى الرغم من هذه الحوافز التي تقدم الا ان هنالك تحديات تعرقل العمل الريادي الأردني منها؛ التمويل المحلي بشكل عام ما يزال صعباً وشحيحاً ومُنصباً على مشاريع غير ريادية، وأن التمويل الخارجي مُرتبط بشكل كبير أدى الى “هجرة الشركات"، و نقص حاضنات الأعمال والمحافظات ما تزال مظلومة في مجال دعم واحتضان المشاريع الريادية ، ولا وجود كبير لحاضنات الاعمال المؤسسية فيها. إضافة الى أن الجامعات سواءً بمخرجاتها التعليمية أو بدورها التنموي ما تزال بعيدة عن تشجيع ريادة الأعمال.

 

حقق الأردن مرتبة متقدمة في العالم الافتراضي بعد سيطرته على نصف المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية، واحتلاله المرتبة الأولى من حيث إثراء وصناعة هذا المحتوى على الرغم من محدودية موارد المملكة وتعدادها السكاني.

وهذا التفوق ليس مستغرباً بالنظر إلى الاستخدام الكثيف لشبكات التواصل الاجتماعي وقضاء الأردنيين وقتاً طويلاً من يومهم على شبكة الإنترنت، والإقبال على تطبيقات التجارة الإلكترونية والدفع الإلكتروني والتعلم عن بعد والبحث وتطبيقات التسلية والألعاب الإلكترونية، فضلاً عن التطبيقات الذكية.

قدّم الأردن في الأعوام العشرة الماضية تجارب رقمية ناجحة في تكنولوجيا المعلومات، تحت مسميات عدة بدءاً بشركة "مكتوب" وتطبيق "سوق دوت كوم"، مروراً بشركة "موضوع" و"منصة" و"طماطم" للألعاب، كما نجح في إنشاء وتطوير قطاع اتصالات وتكنولوجيا معلومات عالي التنافسية، بحيث بلغ إجمالي إيرادات هذا القطاع العام الماضي ما يقارب 2.5 مليار دولار.

في الأعوام الأخيرة، ازداد إقبال الطلاب الأردنيين على دراسة تخصصات ذات علاقة بتكنولوجيا المعلومات بكل فروعها، من علم الحاسوب ونظم معلومات حاسوبية وهندسة البرمجيات والاتصالات وأمن الشبكات وشبكات الكمبيوتر. ويزيد عدد خريجي الكليات ذات العلاقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات على 7 آلاف طالب وطالبة سنوياً، بنسبة زيادة تصل إلى أكثر من 20 في المئة من مجمل التخصصات في الجامعات الأردنية.

 

أخيراً، يمكن القول إن الأردن تقدم مثالاً فريداً ومُلهماً لحركة ريادة الأعمال العربية، ليس فقط في نماذج المشروعات الواعدة التي يُطلقها الشباب الأردني، وإنما أيضاً فيما يخص تطوير الآليات الاجتماعية التي تحتضن تلك المشاريع وتجعلها ترى الضوء، سواءً عبر حاضنات الأعمال الخاصة أو المؤسسات الحكومية.

 

 

 

عن إرادة

إرادة" برنامج وطني حكومي أطلقته وزارة التخطيط والتعاون الدولي في العام 2002 كأحد مكونات برنامج تعزيز الإنتاجية الاقتصادية والاجتماعية، كترجمة للرؤيا الملكية السامية لمواجهة التحديات التنموية التي تواجه المملكة وتنفذه الجمعية العلمية الملكية منذ عام 2006.

Watermark